على الشعب المصري الذي يعطي كل ذي حق حقه الاعتراف الكامل بنجاح حكومة رئيس
الوزراء احمد نظيف في مهمته القومية التي قد قام السيد الرئيس محمد حسني مبارك
بتكليفه بها وقد قام السيد رئيس الوزراء بتنفيذ تعليمات السيد الرئيس وبكل دقة.
فإن الشعب المصرى يتذكر بكل الفخر والتباهى الإنجازات المهولة التى فعلتها الحكومة
المذكورة فى مصر من ارتفاع الأسعار إلى تضاعف أرقام العاطلين والمتضخمين
والمرضى. الأمر الذى يؤكد نجاح برنامج الدكتور أحمد ووزرائه من كبار حيتان الفكر
الجديد الطالع من قاع المحيطات. وكل يوم يمر تتأكد الرؤية العميقة للحكومة وتتكشف
الأغطية عن الإنجاز تلو الإنجاز، بشهادات مضروبة من مؤسسات دولية للتطعيم
والايزو.وتعود الإنجازات المذكورة، إلى القراءة العميقة التى قامت بها حكومة الدكتور
نظيف، لبرنامج الرئيس، وقد علمنا أن حكومته خصصت حصصا للقراءة والمطالعة،
يقوم فيها الوزراء بتسميع برنامج الرئيس على رءوس المرضى، والعاطلين ليتم الشفاء
والتوظيف بقدرة قادر. فالبرنامج مبرمج والنتائج التى تحققت تجاوزت المأمول ودخلت
فى المعمول. واتجهت نحو التعاضد الانكماشى للإنجاز المهلك. وهناك أزمة بسيطة هى
أن المواطن لا يشعر بهذه الإنجازات، على المدى القصير والحاضر، لكنه ربما يشعر بها
بعد عمر طويل إن كان له عمر، مثلما أعلن أمين لجنة اللجان والسياسات بالحزن
الواطي الماضى المستمر. ولا يمكن للحزن أن يعترف بكون الفساد والفشل هما السبب
فى أن المواطن لا يحس بأى إنجاز من تلك التى تتغنى بها فرقة التصريحات، ولا
بالشهادات التى تجهد الجهات المعنية نفسها فى البحث عنها من مؤسسات دولية، تشيد
بفداحة الإنجازات، وتبشر المواطن بحياة خضراء عليه وعلى أهله فى القريب البعيد غير
العاجل. أو فى المشمش. فالحكومة وحزنها الواطي يراهنان على الزمن، وأقرب
الأجلين، للمواطن طبعا. ولا تجد قيادات الحزن الحاكم من أمثال الأستاذ جمال مبارك
وزملائه فى حضانة المستقبل السياسى أى شبه بين ما يقولونه وما سبق أن أعلنه
الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق الذى كان يصرح ويتحدث ويعد مثلما يفعلون
الآن ويقول إن الشهادات الدولية تشيد بسياساته والجهات العالمية تفرح بإنجازاته ولما
رحل أعلنوا أنه كان يقود حكومة من الفاشلين مع أن نصف الحكومة الحالية من أعمال
واكتشافات عبيد. والأمر حسب رؤية السيد أمين السياسات أن الحزن الحاكم وحكومته
فشلا فى تحسيس المواطن بحجم الإنجازات، مع أنها ليست إنجازات سرية، أو تدور فى
بلد آخر، ونتائجها الواضحة هى ارتفاع الأسعار وسوء الأحوال، والعجز والمرض
والبطالة، وكلها إنجازات تستحق أى حكومة عليها جائزة الخراب المستعجل. لكن على
كل الأحوال على المواطن ألا يشعر بالضيق أو العجز من ارتفاع الأسعار والبطالة
وانخفاض العلاج وقيمة الجنيه، وعليه أن ينظر لنصف الكوب الفارغ الثانى، بدلا من
النصف الفارغ الأول على اعتبار أن كلا النصفين فارغ وخال من السياسات. وعلى
المواطن أن يعتصم بالنظرة الشاملة. وألا تستند إلى الرؤى المعارضة التى يعتبرها السيد
جمال وأصدقاؤه من الماضى، بينما نحن نعرف أن نظامنا السياسى من الماضى منتهى
الصلاحية، بأكثر من ربع قرن ويستمر ويتواصل بالرغم من أنه استنفد مرات الرسوب