جراح الامة
نعم من للامة الغرقى اذا كنا الغريقين يقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها "
فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ،
ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة
منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟
قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت "
ونحن الان وقد جاوزنا المليار ونصف ولكن ما الفائدة من كثرة العدد اذا كنا لانلك قرارنا
بأيدينا ما الفائدة من كثرة العدد وان كان غثاءً كغثاء السيل
فكيف لنا ان نحرر اوطاننا وقد صغرت امانينا
وقد ماتت احلامنا فكيف لنا ان نسود العالم ولم تسمو اهدافنا
ورضينا بالدنيه فيها احبائي لم تأتي هذه الكلمات من يأس او اكتئاب
لا والله ولكني حينما انظر حولي فلا اجد الا المأسي والنكبات ابحث
عما يثلج صدري او يحيي الامل فلا اجد الا الهزيمة والانكسار
والخيانة والخزي والخذلان ابحث عن امجادنا اجدها قد طويت في صفحات التاريخ
ابحث عن شهدائنا اجدهم قد مضوا الى جنة الفردوس ونحن ساكنون لا نتحرك
او نبدي اي اعتراض وكان الامر اصبح شئ مألوف بالنسبة لنا ان نرى
اخواننا يقتلون ويشردون ونحن نشجب ونستنكر وندين وان فعلنا وما علينا
الا مصمصة الشفاه ويسأل كل منا الاخر وماذا نحن فاعلون ......؟؟ وسريعاً
ما يعود كل منا لينغمس في حياته ومشكلاته وكأن شئ لم يحدث ويأخذ
كل منا في البحث عن ما يخرجه من من اكتئابه فهذا يرى ان
الشات مع الاصدقاء على الانترنت هو الحل ليضيع به الوقت حتى لايشعر بالملل
وذاك يبحث عن احدث الافلام وعن نتائج كرة القدم وعما
ستؤل اليه نتيجة مبارة مصر والجزائر وكأنها موقعة حربية سيتوقف عليها حياة الملايين
وهذه الفتاة التي تبحث عن اخر صيحات الموضه ولا احد يمنعها اما من تختار
الحجاب سبيل لها فهي متخلفة رجعية وتلك تبحث عن المطربات
والنجوم المفضليين والتصويت برامج العار لاختيار افضل الراقصات.
هذا وقد اصبحت العزة والكرامة والثقة بالله والاستعانه به وحده افكار
ارهابية متطرفة لابد ان نتطور ونتجاوز هذه الافكار فلا امل في نهضة
هذه الامة الا لو مد الغرب يده الينا وانتشلنا مما نحن فيه
( هكذا او كما قال حكامنا).
فنحن في عالم مجنون ولو حاولت أن تفهم سيصيبك ما أصابني...
يحترق قلبك هما وكمدا، وتبكي حتى تنفجر الدماء من عينيك وشرايينك،
ثم تريد ان تصرخ فيمن حولك فيقال لك: كف عن الصراخ فقد أزعجتنا
وأو شكت ان توقظنا من غفلتنا أيها المتشدد الفظ، فتحاول أن تصبها
كلمات نابضة على صفحات من الورق، فيشكو منك الورق، وتئن من
ضغط يديك الاقلام، وتهرب من عجزك الكلمات، أو من عجزها عن
حمل عواطفك وآلامك ونزيف جراحك.... فتكسرُ الأقلام وتُمزق الأوراق
وتبكي... ثم تبكي... ثم تبكي.. ثم تقول: فرجك يا ألله .... فرجك يا ألله
فقد عز النصيراللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا..اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا================================
فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينا
ومن للغاية الكبرى إذا صغرت أمانينا
ومن للحق يجلوه إذا كلـّت أيادينا
