مروا أمام عيناي

جلست مع نفسي للحظات افكر فمر امام عيناي مشهدين اردت
ان اعرضهما عليكم لعلكم تشعرون بما شعرت
المشهد الاول
مر امام عيناي اربع سنوات من العمل في الجامعة من وقفات ومؤتمرات
وكلمات تلقى في المدرجات وحركة هنا وحركة هناك
ولحظات من الفتور قد تصيب الفرد منا بعض الوقت
ولكن اثناء التفكير في ذلك داهمني مشهد اخر
المشهد الثاني
داهمني هذا المشهد وانا استعرض هذه السنوات فرأيت أناس
واقفون تدنوا الشمس من رؤسهم ورأيت
العرق يصب من جباههم بصورة غزيرة
فمنهم من يصل العرق الى قدميه
ومنهم من يصل العرق الى ركبيتيه
ومنهم من يلجمه العرق
فتسألت لماذا كل هذا العرق فرد احدهما قائلاً
ان هذا العرق كنا قادرين على بذله في الدنيا في سبيل الله
ولكننا تكاسلنا عن ذلك ووفرناه فخرج علينا اليوم
فنظرت لنفس وسألتها كم ضيعتي من الوقت في غير طاعة الله
وكم وفرتي من العرق وتكاسلتي وماذا سيكون مصيرك يوم القيامة
المشهد الثالث
ورأيت جيلاً من الصحابة لماذا قدموا كل هذا العطاء لماذا كل هذا الجهد
لماذا كل هذه التضحيات هل نحن اقل منهم
فوجدتني استعرض مواقف الصحابة
فرد علي احدهم وقال لي
لقد عرضت علينا فكرة فاقتنعنا بها تماماً
وامنا انها رسالة من الله عز وجل وانه اصطفانا لحمل هذه الرسالة
وعلمنا انه من الواجب علينا ان نبذل كل ما في وسعنا
وان نضحي بكل ما هو غالي في سبيل الله
وبايعنا الله ورسوله على ذلك
فتسألت وعلى ماذا بايع هؤلاء الصحابة فرد على رجل رأيت في وجهه الصلاح
قال لي ان هناك رجل يدعى حسن البنا قد لخص هذه البيعة في عشرة اركان
وجعل هذه الاركان بيعة لله على خدمة هذا الدين والسير في طريق نبي الرحمة وصحابته
وهي في ايجاز
الفهم
وهو ان توقن بأن فكرتنا اسلامية صميمة وان تفهم الاسلام كما نفهمه في حدود الاصول العشرين
((لمعرفة الاصول العشرين عليكم العودة الي كتاب الاستاذ جمعة امين))
الاخلاص
وهو ان يقصد الاخ المسلم بقزله وعمله وجهاده كله وجه الله ومادم يعمل لله
فلاينتظر الشكر من احد ويكون المدح والذم عنده سواء
العمل
وهو ثمرة الفهم والاخلاص ومن اهم مراتل العمل العمل هي ان تصلح نفسك وان تحقق فيها بعض الصفات
((قوي الجسم - متين الخلق - مثقف الفكر - قادر على الكسب - سليم العقيدة - صحيح العبادة
مجاهداً لنفسه - حريصاً عل وقته -منظماً في شئونه - نافعاً لغيره ))
وان تسعى الى ايجاد الزوجة التي تساعدك لبناء بيت مسلم
وارشاد المجتمع بنشر دعوة الخير ومحاربة الرزائل والمنكرات
وتحرير الوطن من كل سلطان اجنبي
واصلاح الحكومة حتي تكون اسلامية بحق لكي تؤدي واجبها كخادم لهذه الامة
وحينما يتحقق ذلك سيعود الكيان الدولي للامة الاسلامية بل وقيادة العالم واستاذيته
الجهاد
وهي الفريضة الماضية الى يوم القيامة واول مراتبها
هي انكار القلب واعلاها قتال في سبيل الله
وبين ذلك جهاد الكلمة والقلم واللسان وجهاد المال والوقت
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( من مات ولم يغز او حدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ))
التضحية
وهي بذل النفس والمال والوقت والحياه زكل شئ في سبيل تحقيق الغاية
وهي اسعاد البشرية بنور الاسلام
الطاعة
وهي امتثال الامر تواً في العسر وفي اليسر والمنشط والمكره
الثبات
وهي ان يظل الاخ عاملاً مجاهداً في سبيل الله
مهما بعدت المدة وتطاولت السنوات والعوام
حتى يلقى الله على ذلك وقد فاز باحدى الحسنيين
اما تحقيق غايته او الشهادة
التجرد
ان تتخلص لفكرتك مما سواها لانها اسمى الفكر واجمعها واعلاها
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء
مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدً
حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ
مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ))
الاخوة
وهي ان ترتبط القلوب والارواح برباط العقيدة والاخوة اخت الايمان
فاخوانك هم من يساعدوك ويكونوا عوناً لك في تخطي الصعاب
وهي اول ما فعل رسول الله في الهجرة
ولولاها لما بقيت دعوتنا الى الان
الثقة
وهي اطمئنان الجندي الى القائد في كفائته واخلاصه واطمئناناً
عميقاً ينتج الحب والتقدير والطاعة ولو كان هذا القائد عبداً حبشياُ
هكذا كانت بيعة صحابة رسول الله لله ورسوله
وهكذا هي بيعة لمن يريد العمل في سبيل رفع راية الاسلام عالية خفاقة
بقي لنا ان ندعوا الله ان يجعلنا ممن يبايعوا على حمل رسالة الاسلام
والا ننكث ابداً وان نفوز بالجنة
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ
فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى
فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى
بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {الفتح:10}.صدق الله العظيم

وجزاكم الله خيراً