الهب اضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين ضع بيدي القيد لن تسطيع حصار فكري ساعة او نزع ايماني ونور يقيني فالنور في قلبي وقلبي بيدي ربي وربي ناصري ومعيني سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي واموت مبتسماً ليحيا ديني

وسام على صدري

معاً نلتقي

Wednesday, May 2, 2007

رسالة الى الشاطر

واحد من الإخوان يكتب رسالة إلى المهندس خيرت الشاطر




أخي الحبيب وأستاذي الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تألمت كثيرًا لما يُثار من كذبٍ وافتراءاتٍ حول شخصكم الكريم، من أناسٍ أقلَّ ما يوصفون به أنهم مرضى النفوس والعقول.. نسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة، وأحسستُ بمشاعر الضيق والغضب والحزن على أمثال هؤلاء، وأثناء قراءتي لأحد الكتب طالعت معانيَ جميلةً أذهَبَت عني ما أنا فيه، فأحببت أن أتحدث بها إلى أخي وأستاذي الحبيب، سائلاً الله- عز وجل- أن يُدخل السرور على نفسك وكل أحبائنا الكرام..

أولاً: إن السفهاء سبُّوا الخالق الرازق جلَّ في علاه، وشتموا الواحد الأحد، لا إله إلا هو، فماذا نتوقع نحن؟!

ثانيًا: إنك سوف تواجه في حياتك الكثير من الإيذاء بكل صوره وأشكاله ما دُمت تعطي وتبني وتؤثر، ولن يَسكتَ هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقًا في الأرض أو سُلَّمًا في السماء فتفرَّ منهم، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ويدمي قلبك.. إنهم يغضبون عليك لأنك فقتَهم صلاحًا وعلمًا وأدبًا ومالاً ومنزلةَ بني الخلائق، ونحسبها عند الله عظيمة، وهم يريدون ذلك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفاتك الحميدة، وتنسلخ من كل معاني النبل، فكُن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسَّر عليها البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء.

ثالثًا: إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حقَّقْتَ أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير نفسك، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم، ولا تكُ في ضيق مما يمكرون.. إنَّ نقدهم السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك، وبقدر وزنِك يكون النقد الآثم المفتعَل والكذب والافتراء.

رابعًا: خلق الله العباد ليذكُروه، ورزق الله الخليقة ليشكروه، فعبد الكثيرون غيره، وشكر الغالب سواه، فلا تُصدَم إذا وجدتَّ هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ناصبوك العَداء، ورمَوك بمنجنيق الحقد الدفين، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)) (البروج)، فلا تيأس بما كانوا يصنعون.

خامسًا: إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوِّه بهم في الفردوس (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)) (الرعد)، (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ(157)) (البقرة).

سادسًا: يقول الله عز وجل (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى) (آل عمران: من الآية 111)، (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (النحل: من الآية 157)، (وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48)) (الأحزاب)، ويقول الشاعر:
ما يضير البحر أمسى زاخرًا أن رمى فيه غلام بحجر؟!

سابعًا: لا تحزن فإن الله يدافع عنك، والملائكة تستغفر لك، والمؤمنون يشركونك في دعائهم كل صلاة، والنبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يشفع: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُوْرٍ) (الحج: ).

ثامنًا: لا تحزن فإن الصبر على المكاره وتحمُّل الشدائد طريق الفوز والنجاح والسعادة (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف: من الآية 18)، (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ) (الرعد: من الآية 24).

تاسعًا: لا تحزن من إيذاء أهل الباطل والحساد، فإنك مأجورٌ على صبرك (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: من الآية 48)، وكما يقول الشاعر:
وإذا الفتى بلغ السماء بمجده كانت كأعداد النجوم عداه
ورموه عن قوس بكل عظيمة لا يبلغون بما جنَوه مداه

عاشرًا: حلاوة أجر المحنة تُنسينا شدتَها.. هنيئًا لك بالأجر العظيم والثواب الجزيل من الله العزيز، فأشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدًا.

أخي الحبيب..
اعلم أنك عندنا الكريم ابن الكريم.. الشريف ابن الشريف.. الأمين ابن الأمين.. الخلوق ابن الخلوق.. الطاهر ابن الطاهر.. لم نعهد عليك إلا كل خير، وهذه شهادةٌ نلقى الله عليها والله حسيبنا.

أخي الحبيب..
ما أجمل ما تعلمناه على أيدي من سبقونا: من باع نفسه لله لا حق له قِبَل من آذاه!!

No comments:

 

blogger templates | Make Money Online